يقول فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد ، الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
إن من نعمة الله علينا في هذا الزمن تيسر الاتصال وتطور خدمات الهاتف سواء كانت منزلية أو خدمة الهواتف الجوالة وهذه النعم التي يسرها الله للناس يجب أن تستغل استغلالا صحيحاً ليستفيد منها الإنسان لأجل أن تستخدم هذه النعمة في طاعة الله تعالى وفيما أباحه الله وفيما يخدم دينه وصلة رحمه وبره بوالديه أو غيرها من طرق الخير،إلاّ أنه وجد من بعض الشباب –هداهم الله- وأصلحهم- استخدم هذه الخدمات لبعض الأغراض السيئة، ففيما يتعلق بالهاتف الجوّال وعند توفر خدمة الرسائل" المقروءة والمسموعة" استخدمت من قبل البعض استخداما مخالفاً عبر إرسال الكلام البذيء والنكت وغير ذلك مما يرسل منافياً للأخلاق وهذه المخالفات التي ترسل تكشف عن فكر صاحبها وانحراف لديه – مع الأسف- وإنني بهذه المناسبة أوصي إخوتي مستخدمي هذه الأجهزة بأمور:
الأول:
تقوى الله تعالى فيما يكتبون ويرسلون.
الثاني:
أن يعلموا أنهم مسئولون بين يدي الله يوم القيامة عن هذا الذي وجد ومادام الإنسان قد ذكر الله بكتابه ( ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد) ،فاللفظ مكتوب فما ظنكم بما كتبت يده أيضاً!! فماذا تكون إجابته بين يدي الله حين يجد في صحائف أعماله التنابز بالألقاب والسخرية والاستهزاء وكل ما هو ماجن وقبيح !؟
وليدرك أن النعم إذا استخدمت في الطاعة كٌفي الإنسان تبعتها يوم القيامة ، وأما إذا كانت في أغراض سيئة كانت وبالاً على الإنسان فهو مسئول عنها ومحاسب.
الثالث:
يجب أن نعلم أن ما يوجد من هذه الرسائل المخالفة هي من الظلم والمعصية والاستهزاء والله تعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ } . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان له مظلمة عند أخيه من دم أو مال أو عرض فليستحله قبل ألاّ يكون دينار ولا درهم)، فما يكون حالك بين يدي الله ؟ ربما أنت الآن لا يعرف عنك ، لكن يوم القيامة يأخذ من حسناتك حين تكشف المظالم وأخذ من سيئاته ثم طرحت عليك والعياذ بالله.
ثم إن هذه الظاهرة مخالفة لأدب الإسلام ، فالمسلم مأمور بأن يتحلى بالأدب والسمت والخلق وحسن التعامل.
تناقلها:
ويؤكد الشيخ د.عمر العيد على ظاهرة تابعة لما سبق وهي تناقل هذه الرسائل من عبارات بذيئة ونحوها من شخص لآخر، فما درى المسكين الذي بدأ بنقلها أن ما يترتب عليها من تناقل أن ذلك في ميزان سيئاته يوم القيامة، فالنبي صلى الله عليه وسل يقول: (من دعا إلى هدى فله أجره وأجر من عمل به إلى قيام الساعة، ومن دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) فمن سنّ هذه السّـنّة السيئة فإنه يتحمل أوزارها وآثامها المتتابعة، نسأل الله أن يتوب على التائبين. وبعض الناس- هداهم الله – يأتون لبعضهم البعض ليروهم تلك الرسائل أو يسمعوهم الصوتي منها لينتشر هذا الركام من الفساد وإشاعة الفاحشة والوقوع في المعصية وهذا لاشك من الأمور المحرمة.
ما دوري؟
وفي سؤال لفضيلة الشيخ د.عمر العيد عن دور متلقي هذا النوع من الرسائل التي تحوي ما ينافي الحياء والخلق يجيب فضيلته قائلاً:
الواجب على من تلقى هذه الرسائل أن ينصح مرسلها وأن يرسل له دعوة بالمعروف والنهي عن المنكر ونصحاً وأن يخوفه بالله خاصة أن مثل هذه الأمور توجد في النفس البغضاء والشحناء، فمنها ما يكون من باب التهجم على أشخاص أو على جماعات أو على مناطق وبلدان واستهزاء وسخرية وهذا بلا شك من الأمور المحرمة والله تعالى يقول: { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } .
المصدر: مجلة الدعوة ، العدد 1791 ، 16 صفر 1422هـ