Admin Admin
عدد المساهمات : 359 تاريخ التسجيل : 11/01/2010
| موضوع: التنويم العلاجى الخميس يناير 28, 2010 1:54 pm | |
| التنويم العلاجي
المعتقدات الخاطئة | الحالات المعالجة بالتنويم | نماذج العلاج بالتنويم | تقنيات علاجية متخصصة | جلسات العلاج بالتنويم
كلمة التنويم تسمية غير دقيقة لحالة وعي متغير شبيه بالنعاس الذي يسبق النوم أو حلم اليقظة. وهي حالة تحدث بصورة طبيعية وتلقائية لدى كل شخص عدة مرات يومياًً مثلاً عند قيادة السيارة في الطريق السريع أو الاستغراق العميق في القراءة أو مشاهدة التلفاز..
عرف التنويم من عهود بعيدة كوسيلة علاجية عند قدماء المصريين والإغريق واليونانيين حيث يلجأ المرضى إلى معابد النوم ليقوم الكهنة بطقوس لتنويمهم وتحليل أحلامهم لتشخيص حالاتهم المرضية ومن ثم تلاوة التعاويذ والصلوات عليهم لشفائهم من أمراضهم.
أول شخص اقترن اسمه بالتنويم في العهد الحديث هو الطبيب النمساوي" أنتون مسمر" الذي أتى بنظرية" المغناطيسية الحيوانية" التي تفترض أن جسم كل كائن حي يحتوى على سائل مغناطيسي غير مرئي يسري بتوافق وانتظام في جميع أرجاء الجسم؛ وفي حالة اضطراب سريان هذا السائل أو نقصه أو ركوده يعتل الجسم عضويا أو نفسياً. أول الأمر كان يعالج مرضاه عن طريق المس بقضيب من المغناطيس للجزء العليل من الجسم لكي يعيد سريان المغناطيسية بانتظام ولكنه اقتنع أخيراً أنه يمكنه شفاءهم عن طريق مغناطيسيته الذاتية بمجرد أن يمس بيده الجزء العليل من جسم المريض أو حتى التلويح بيده أمام هذا الجزء العليل. وبالرغم من نجاحه في علاج كثير من المرضى وقتها والشهرة التي أكتسبها والتي أكسبته غيرة وعداوة نظرائه من الأطباء، إلاّ أن لجنة علمية تكونت بأمر ملك فرنسا وقتها قررت خطأ نظريته ودمغ بالشعوذة والدجل، مما أضطره للتقاعد. وتم لاحقاً تفسير شفاء مرضاه لاعتقادهم القوى في قدرته على شفائهم مع توقعهم للشفاء واستجابتهم لإيحاءاته القوية. والجدير بالذكر أن كثير من تلامذته استمروا في استغلال هذه الوسيلة العلاجية التي آمن بها عدد كبير من الأطباء والممارسين في جميع أرجاء.أوروبا مطلقين عليها اسم" المسمرية" تخليدا لمسمر.
عرّف هذه الحالة باسم" التنويم" عام 1840 الطبيب الاسكتلندي "جيمس بريد" معتقدا خطأ بأنها حالة نوم طبيعي وهو شخصيا أكتشف خطأه وحاول تغيير الاسم ألاّ أن ذلك لم يحدث وتمسك الجميع بكلمة التنويم إلى يومنا هذا.
كما ذكرت سابقا فعملية التنويم عبارة عن تغير في حالة الوعي مع استرخاء بدني وعقلي عميق بسكن أو يتحيد عندها العامل الناقد المحلل للعقل الواعي سامحاًَ لكل الإيحاءات المرغوبة للمريض للوصول إلى العقل الباطني لتغيير نظم معتقداته ولإحداث التغيير المطلوب الذي يؤدي إلى شفائه أو تخليصه من كل العوامل السلبية في حياته. ومن المعروف أن هذا العامل الناقد للعقل الواعي يقوم باعتراض كل إيحاء لا يتوافق مع قناعات المريض بالكامل ولكن عندما يتم تحييده أو إسكانه أو ألهائه أثناء عملية التنويم يستطيع المعالج توصيل كل الإيحاءات المرغوبة للشخص إلى عقله الباطني.
في يومنا هذا يتم علاج الكثير من المرضى عن طريق التنويم. وما اكتشف التنويم إلاّ كوسيلة علاجية وطوّر بواسطة أطباء عظام بدأ بمسمر "1734-1815 ومرورا ببريد"1795-"1816 و أليوستون 1791-1868 ببريطانيا و شاركوت وليوبولد بفرنسا و فرويد بالنمسا و أريكسون الأمريكي في منتصف هذا القرن وكل هؤلاء الرواد الكبار من الأطباء كانوا يمارسون التنويم للعلاج فقط.
ولسخرية القدر عندما قلّ الاهتمام بالتنويم بترك فرويد له واهتمامه بالتحليل النفسي أغتنم الفرصة بعض المسرحيون ليدخلوه في عروضهم الغنية كأداة للتسلية والضحك وإعطاء المشاهد الانطباع بقدراتهم الخارقة أو السحرية في التحكم على الغير والسيطرة على عقولهم. وهكذا ولد التنويم المسرحي الذي أساء كثيرا للتنويم العلاجي و ألصق به كثيرا من المعتقدات الخاطئة التي يصعب أزالتها من العقول بسهولة. أضف كذلك أن السينما والتلفزيون ساهما في هذا الانطباع السلبي.
الطب الحديث يعترف بالتنويم كوسيلة علاجية مكملة ومنذ منتصف هذا القرن أوصت الجمعيتان الطبية الأمريكية والجمعية الطبية البريطانية بتدريس طلبة الطب وتدريبهم على التنويم كوسيلة علاجية في مختلف التخصصات. والآن يمارس التنويم بواسطة الأطباء الباطنيون في علاج الأمراض النفس جسدية مثل القولون العصبي والربو الشعبي والصداع النصفي. أما أطباء الولادة فيستعملونه في عملية التوليد بدون ألم. وكذلك أطباء الأسنان في خلع الأسنان وأطباء الجلدية لعلاج حالات الجلدية كالأكزيما وأمراض الحساسية. وأطباء التخدير في إجراء العمليات الجراحية بدون تخدير.
أما الأطباء والأخصائيون النفسيون فيستغلون التنويم لممارسة العلاج النفسي إذ أن الشخص المنوم يستجيب لهذه المعالجات بصورة أسهل وأسرع لاستطاعة المعالج استرخاء المريض بصورة أعمق مع تجنب تدخل العقل الواعي المحلل المنتقد في عملية العلاج.
والآن في كل البلاد المتحضرة يتدرب عدد كبير من الممارسين من غير الأطباء والأخصائيين النفسين ليساعدوا الكثير من الناس للتخلص من العادات غير المرغوبة لديهم كعادة التدخين مع تدعيم صورة الذات والثقة بالنفس والتحفيز لتحقيق الأهداف.
--------------------------------------------------------------------------------
المعتقدات الخاطئة عن التنويم كما قلت سابقا فان عروض السينما والتلفزيون والمسرح أعطت انطباعاً سيئا عن التنويم كسحر .وشعوذة وسيطرة على عقل المنوم وعلى ما يقول أو يفعل. ولأبدد هذه المعلومات الخاطئة أؤكد التالي:
1 ) التنويم حالة طبيعية تحدث بصورة تلقائية عشرات المرات لكل شخص. وكلمة التنويم هنا لا تعنى نوم الليل بل تعنى حالة شبيهة بحلم اليقظة أو حالة النعاس التي تسبق النوم.
2 ) الشخص هو الذي ينوم نفسه. والمنوم فقط يقوم بالتوجيه لإتمام العملية. لذلك لا دور للسحر والشعوذة أو السيطرة على عقل المنوم.
3 ) لا يمكن تنويم أي شخص دون رغبته وتعاونه الكامل. ولا يمكن جعله أن يبوح بأي سر أو يفعل أو يقول أي شيء لا يريده.
4 ) يستطيع المنوم تذكر كل ما دار أثناء جلسة التنويم بعد الجلسة ما لم يعطه المنوم إيحاء بنسيان أمر معين قبل أن يفيق.
5 ) الخوف والمفاهيم الخاطئة هي السبب المباشر لإفشال عملية التنويم، أزلهما فيمكنك أن تنوم أي شخص ما عدا متدنوا الذكاء والمرضى العقليين.
--------------------------------------------------------------------------------
الحالات التي يمكن علاجها تحت التنويم حالات كثيرة تستجيب للعلاج بالتنويم.
الاضطرابات العصابية: كالشد والتوتر العصبي،و القلق المزمن،و نوبات الرهاب والفزع المتكررة والمخاوف التي تشمل استعمال المصعد, السفر بالطائرة، التحدث في مكان عام، الأماكن العالية، السباحة، قيادة السيارة، الأماكن المغلقة أو المفتوحة.
الأمراض النفس جسدية: كحالات الصداع النصفي المزمن, ارتفاع ضغط الدم الذي لا يستجيب للعقاقير، وحالات الربو المتكررة، وحالات الأكزيما الجلدية المزمنة وحالات القولون العصبي وقرحة الأثنا عشر. يجب هنا أن نعلم هذه المجموعة من الأمراض يلعب العامل النفسي دورا كبيرا في ظهورها واستمراريتها أو حتى في ترسيبها وهذا يتّضح جلياً من طبيعة شخصية هؤلاء المرضى القلقة والمتوترة على الدوام. ولذلك لا بد من أعطاء العلاج النفسي دورا بارزا وتكميلياً في العلاج بجانب العلاج بالعقاقير. والسبب الأساسي لعدم استجابة هذه الحالات للعقاقير الطبية هو إغفال العامل النفسي الهام.
صورة الذات السلبية: بعض الأفراد تكونت لديهم قناعات عن صورة سلبية للذات نتيجة خبرات وتجارب مؤلمة منذ عهد الطفولة، أو نتيجة تجارب سلبية متراكمة ومستمرة في علاقاتهم الأسرية أو الاجتماعية أو في محيط عملهم.
لذلك نجدهم يعانون من فقدان الثقة بالنفس، أو لديهم انطباع سيء عن الذات، وطموحاتهم ضعيفة ويفتقدون إلى الدافعية والإقدام. وشيمتهم الجبن والخوف والخذلان.
مثل هؤلاء يحتاجون إلى جلسات تحليل نفسي لاكتشاف الأسباب أو الحوادث التي تعرضوا لها في صغرهم وأدت إلى تكوين هذه الصورة السلبية عن الذات والتي تحد من طموحاتهم وتزيد من قلقهم واكتئابهم ويأسهم. وبعدها ينم التعامل مع هذه التجارب بمنظار جديد أكثر نضوجا وخبرة وواقعية حتى يستعيد ثقته واحترامه لنفسه ليحقق طموحاته قبل فوات الأوان.
العادات غير المرغوبة: العادة هي سلوك متكرر بصورة تلقائية وغير واعية قد لا يخدم غرضاً واضحاً أو أمر مرغوب فيه لبعض السلبيات. إلاّ أنها في الحقيقة تخدم غرضا لا واعياً مثلاً راحة نفسية، متعة وإشباع داخلي، أو أداة لصرف النظر عن أمر مقلق أو وسيلة للتعامل مع أمر مربك أو مؤلم.
من هذه العادات:
-* عادة التدخين
- *عادة إساءة استعمال العقاقير غير الطبية.
-* عادة التهام كمية كبيرة من الطعام مع عدم السيطرة على الشهية وزيادة الوزن
-* نتف الشعر
-* قضم الأظافر
-* اللعثمة
-* التبول الليلي اللا إرادي عند الأطفال.
-* السلوكيات السلبية عند الشباب.
--------------------------------------------------------------------------------
نماذج العلاج النفسي بالتنويم كما ذكرنا سابقا فإن الحالة التنويمية تساعد المعالج النفسي على تطبيق نماذج متعددة من تقنيات علم النفس العلاجي بسهولة والحصول على نتائج مذهلة وسريعة في آن واحد.
النموذج الإيحائي المدعم هذا النموذج بسيط يمكن تطبيقه بواسطة ممارسين ليس بالضرورة لهم نفس الخلفية العلمية مثل الأخصائيين أو الأطباء النفسيين . ولا يتطلب إتّباع مدرسة نفسية بعينها، ولكن بالضرورة يتطلب دراسة التنويم والتدريب على ممارسته أولاً.
هذا النموذج يعتمد على إعطاء العميل إيحاءات لفظية وخيالية مباشرة لتقوية الأنا ولتحسين الأداء في مجالات معينة من حياته. وغالبا ما يعمد المعالج إلى توجيه العميل ليخلق صورة ذهنية خيالية مستقبلية يرى فيها نفسه وهو في الصورة التي يبتغيها ويعيشها بكل مشاعره ومدركاته الحسية كما لو كانت في الحقيقة. وبتكرار العملية تنطبع في عقل العميل الباطني الذي سوف يحققه له مستقبلاً متمثلاً بتلك الصور الذهنية المرغوبة.
النموذج السلوكي مأخوذ من المدرسة السلوكية والتي تفترض أن سلوكنا غير المتوافق أو غير المقبول متعلم. وبالتالي يمكننا أن نزيل هذا التعلم الخاطئ ونتعلم سلوكا ايجابياً جديداً يكون مقبولاً لنا وللآخرين ولا تنتج عنه أية معاناة نفسية. وتوجد أساليب عديدة تستغل فيها مقدرات العميل على التخيل مستغلا حواسه الخمس. ومن تلك طريقة التعريض في الخيال على الأشياء والأماكن التي يتخوف منها المريض كما يحدث عند مرضى الرهاب، أو منع الاستجابة لأي نزعة أو رغبة عارمة كما يحدث في مرض الوسواس القهري.
كما تستغل وسيلة التنفير في الخيال على مساعدة الذين يعانون من عادات غير مرغوبة كالتدخين وزيادة الشهية للأكل وإساءة استعمال المسكرات والعقاقير الضارة بالعقل، للتخلص من هذه العادات السيئة.
النموذج المعرفي هذا النموذج يعتمد على تعاليم العلاج المعرفي الذي يفترض أن عواطفنا السلبية وسلوكنا غير المتكيف هي نتاج أفكارنا السلبية والتي تفتقد الواقعية. فلذلك يعمد المعالج على تحديد هذه الأفكار وإعادة تشكيلها بأسلوب إيجابي وواقعي ومن ثم تدريب المريض على إيقاف الأفكار السلبية لحظة حدوثها مع ترديد الأفكار الايجابية التي ينتج عنها شعور بالاطمئنان والراحة وتؤدى في النهاية لتغير كثير من السلوكيات والأفكار المحبطة أو السلبية.
تستغل هذه الوسيلة في علاج الوساوس القهرية ومرض الاكتئاب.
النموذج التحليلي هذا النموذج العلاجي يفترض أن مشاكلنا النفسية وعواطفنا السلبية هي نتيجة لصراعات نفسية داخلية أو حوادث أو صدمات مؤلمة حدثت عند الطفولة وتم كبتها أو إخفائها داخلنا لنتجنب القلق والألم التي تحدثه إذا ظلت في وعينا. ولكن هذا الكبت لا يكون كاملا في كل الأوقات فينتج عن ذلك الأعراض النفسية الكثيرة التي نعانى منها.
وأسلوب العلاج يعتمد على مساعدة العميل تحت التنويم على النكوص بخياله إلى الماضي البعيد ليميط اللثام عن تلك الحوادث المؤلمة أو المرعبة ويعيشها بخياله مرة أخرى ويفرغها من شحنتها العاطفية بذلك فقط ينتهي مفعولها بعد أن يتفهمها العميل في صورة جديدة ناضجة وواقعية.
النموذج المتكامل هذا النموذج يعتمد على استغلال حالة التنويم لتطبيق بعض تقنيات البرمجة اللغوية العصبية والعلاج بالطاقة للتخلص من كل المشاكل التي تستغل فيها هذه التقنيات عادة ولكن بإحراز نتائج أقوى وأسرع.
--------------------------------------------------------------------------------
تقنيات علاجية متخصصة
هذه التقنيات تحتاج إلى دراسة وتدريب عال ويقوم بها غالبا الأطباء والأخصائيون النفسيون الذين يمارسون العلاج بالتنويم ومن هذه:
(1) تقنية خط الزمن."Time line therapy" الفرضية هنا أن لكل إنسان خط زمني وهمي يحتفظ فيه بكل تجاربه وخبراته السابقة شاملة العواطف والمفاهيم المتعلقة بها لحظة حدوتها وهي مسجلة على هذا الخط على حسب حدوثها الزمني من عهد الطفولة إلى هذه اللحظة. يمكن للشخص المنوم أن يسبح في خياله فوق هذا الخط ليستعيد وليعيش ذكريات هذه التجارب السابقة ليستنبط منها العبر أو ليحفز بها نفسه لمزيد من النجاح لتحقيق أهدافه. كذلك يمكن للمنوم أن يتخيل خط زمن مستقبلي متصورا تلك الأهداف وقد تحققت واحدا بعد الآخر. وفى نهاية الخط الزمني المستقبلي يرسم صورة خيالية لنفسه بعد أن حقق كل أهدافه أو يتخيل انعكاس صورته من مرآة بحجم جسمه وهو فخور ومعتز بنفسه وممتلئ بالثقة والقوة والتصميم. هذه الصورة الخيالية سوف تنطبع بعقله الباطني الذي سوف يحفزه لتحقيق ذلك الهدف.
(2) تقنية النكوص الزمني." Regression therapy" هذه التقنية تساعد العميل على النكوص بعمره إلى فترة سابقة من طفولته ليتذكر وليعيش في خياله بكل مشاعره وحواسه تجربة مريرة كبتت في عقله الباطني. نتيجة لهذا الكبت يعانى العميل من اضطرابات نفسية معينة وعند استعادة تذكر التجربة ومعايشتها مرة أخرى بكل حواسه يتم إفراغها من شحنتها العاطفية وبالتالي يتم خلاص العميل من كل الأعراض المرضية التي تسبب فيها الكبت.
(3) تقنية الغفران." Forgiveness therapy" هذه التقنية تساعد العميل على أن يغفر للشخص الذي تسبب في مرضه بإيذائه بتصرف معين أولد فيه مشاعر سلبية مؤلمة مثل الغضب، الحزن، الشعور بالذنب أو الخزي أو الرغبة في الانتقام الخ. عندما يغفر العميل لذلك الشخص الإساءة يتخلص من الشحنة العاطفية السلبية المتعلقة بتلك التجربة وبذلك يتخلص من مرضه.
(4) تقنية الأجزاء."Parts therapy" عندما يختلف جزءان من عقل العميل بشأن أمر هام أحدهما يرغب ويصر عليه والآخر يرفض بشدة ذلك يؤدى إلى صراع داخلي شديد ينتج عنه الآم وأمراض نفسية. فقط عندما يتوافق الجزءان يحدث الوئام ويزول الصراع وما تسبب فيه من اضطرابات.
(5) تقنية الحياة السابقة."Past life therapy' الفرضية هنا أن التجربة المريرة قد حدثت للعميل ليس أثناء حياته الحالية بل في حياة سابقة. المعالج يساعد العميل وهو في حالة غيبة تنويمية عميقة أن ينكص بعمره إلى تلك الحياة السابقة ليكتشف تلك التجربة ويعيشها مرة أخرى مستنبطا منها العبر. هذا الأسلوب العلاجي يستعمل مع من يؤمن بتناسخ الأرواح التي تتجسد عدة مرات.
(6) تقنية التخلص من الروح."SPIRIT RELEASEMENT THERAPY" هذه التقنية تصلح مع من يؤمنون ويعتقدون جازمين بأن مرضهم نتيجة لحلول أرواح داخل أجسادهم. المعالج يحاول تخليص المريض من هذه الروح بالترغيب وبالترهيب أحيانا وان نجح في ذلك استعاد المريض صحته وذلك بأيمان واعتقاد المريض بتحرره من تلك الروح.
--------------------------------------------------------------------------------
جلسات العلاج النفسي تحت التنويم Hypnotherapy Sessions
التنويم في هذا السياق لا يعني البتة حالة النوم المتعارف عليها بل تعنى حالة عميقة من الاسترخاء البدني والعقلي مشابهة لحالة حلم اليقظة أو حالة النعاس التي تسبق النوم.
الغاية الأساسية من أحداث حالة التنويم، أو الغيبة التنويمية بمسمى آخر، عند العميل هي تجاوز العنصر المحلل والناقد للعقل الواعي للوصول مباشرة إلى العقل الباطني الخلاق لأحداث التغيير المطلوب لنظم معتقداته التي يعزى أليها الاضطرابات السلوكية والوجدانية والفكرية التي يشكو منها. وهذا يحدث بإعطاء العميل إيحاءات لفظية تساعده على الاسترخاء البدني والعقلي لأحداث الحالة ومن ثم العمل على تعميقها بصور ذهنية متخيلة للدرجة التي يحصل فيها توافق كامل بين العقلين الباطني والواعي يسمح لهما بالعمل معا وبانسجام لتقبل واستيعاب الإيحاءات الايجابية والمرغوبة لتشكل نظام معتقدات جديد يساعد على عملية التغيير. وعندما يكون الشخص في حالة غيبة تنويمية تكون قابليته للإيحاء عالية وقدرته على التخيل والتركيز قوية كما انه يكون أكثر استعدادا للتعاون واقل تحفظا؛ أي انه يتصرف بتلقائية وعفوية كبيرة .
الجلسة التمهيدية الأولى في هذه الجلسة يحاول المعالج خلق جو من الثقة والود والانسجام بينه والعميل ومن ثم يقوم بأخذ تفاصيل الحالة التي يشكو منها. بعدها يقوم بشرح للتنويم وما يحدث أُثناء العملية ويصحح كل المفاهيم الخاطئة لديه عن العملية وذلك لاطمئنانه ولإزالة كل عوامل الشك والخوف والتردد. ومن بعد يقوم باختبار مدى استجابته الإيحائية وذلك بأجراء بعض الاختبارات التي توضح له مدى تعاونه واستعداده لإنجاح العملية.
المرحلة التالية يطلب من العميل أن يستلقى على ظهره أو يجلس على كرسي مستقيم الظهر ويريح نفسه بالكامل ويستعد للتنويم. وقد يطلب منه أن يثبت بصره على نقطة أو شيء محدد يختاره هو ومن ثم يعطى إيحاءات لفظية تساعده على الاسترخاء. ولتعميق الحالة قد يطلب منه أن يأخذ عدة تنفسات عميقة وبطيئة أو يطلب منه أن يتخيل بكل حواسه الخمسة منظرا يجلب له الهدوء والطمأنينة والراحة النفسية ويقوم بتعميق استرخاء جسمه وعقله للدرجة التي تدخله في غيبة تنويمية عميقة. بعد ذلك يعطى العميل إيحاءات قوية لتقوية الأنا ولدعم الثقة ولمضاعفة دافعيته لتحقيق التغيير الذي يريده لنفسه. وقبل أن يخرج العميل من غيبته يعطى إيحاء انه سيكون في الجلسة القادمة أسرع وأعمق تنويما وأقوى عزيمة على تحقيق التغيير الذي ينشده.
الجلسة العلاجية الثانية بعد أن يستعرض المعالج مع العميل ما دار في الجلسة السابقة وما طرأ خلال الأسبوع المنصرم، يقوم بتوجيهه بإيحاءات لفظية لكي يدخل في غيبة تنويمية كما حدث في الجلسة السابقة ومن ثم يتبع أسلوبا متعارفا في العلاج النفسي، قد يكون سلوكيا أو معرفيا أو تحليليا أو أحد تقنيات العلاج بالطاقة أو البرمجة اللغوية العصبية وذلك على حسب متطلبات الحالة وذلك لأزالتها أو تغييرها أو التخلص من أثرها النفسي أو السلوكي على العميل. ودائما يشرح للعميل الوسيلة العلاجية قبل بداية الجلسة.
وقبل أن يفيق العميل يعطى إيحاءات لتدعيم العلاج وتحقيق التغيير المطلوب في الأيام التالية والى أن يحضر للجلسة القادمة. غالبا ما يدرب العميل على التنويم الذاتي لممارسته خلال الأيام التالية وقبل الجلسة المقبلة أو يعطى تسجيل للجلسة على كاسيت حتى يستطيع العميل الاستماع إليها في منزله وذلك كواجب منزلي للتأكد من أن العملية متواصلة خلال الأسبوع بأكمله.
عدد الجلسات العلاجية المطلوبة غالبا ما تكون بين جلستين إلى ثمانية جلسات بمتوسط أربعة أو خمسة. وقد تقل أو تزيد قليلا على حسب الحالة والاستجابة من العميل. ثم تدعم بجلسة كل أسبوعين أو كل شهر في الحالات المعقدة للتأكد من استئصال الحالة بصورة كاملة. ينصح العملاء دائما على التركيز على العلاج والمواظبة على الواجبات المنزلية على الأقل لمدة شهر كامل. ويجب على العميل أن يتحمل المسؤولية عن عملية التغيير ولا يعتقد أن ترك الأمر بأكمله على المعالج فقط سوف يحقق له ذلك.
نجاح العلاج يتطلب أن يكون العميل:
1- مقتنعا بالعملية. 2- راغبا في العلاج. 3- واثقا بإمكانيات وقدرات وخبرة المعالج. 4- متعاونا أثناء الجلسة ومتقيدا بالتعليمات بين الجلسات. 5- متفائلا ومتوقعا نتيجة ايجابية ومتصورا التغيير وقد حدث في النهاية. | |
|