Admin Admin
عدد المساهمات : 359 تاريخ التسجيل : 11/01/2010
| موضوع: (مراكز إيواء الخادمات وما يجرى فيها !!) الأحد فبراير 14, 2010 2:50 pm | |
| كثيرة هي تلك المظاهر التي نراها يومياً وتعتبر مظاهر أخف ما يقال عنها إنها مظاهر سلبية ذلك لأنها لا تمثل مجتمعنا ممثلاً بالدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء التي تحث على كل ما هو جدير بالاقتداء به كما يعتبر أي خلق كريم شعاراً لهذا الدين الذي يتميز بحسن التعامل والرقي والأخلاق الحميدة ، كما لا تليق بوطننا العزيز الذي أصبح قدوة للكثيرين .
ومن تلك المظاهر السلبية ما يجري في مراكز إيواء الخادمات وخصوصاً مركز مدينة الرياض ، وهذا المركز تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية ومهمته استقبال الخادمات اللائي تعثر عليهن الدوريات الأمنية أو الجوازات في الشارع وخصوصاً من تهرب من كفيلها ، وكذلك يستقبل الخادمات القادمات إلى المملكة عبر جميع المنافذ سواء كانت الخادمة جديدة وتصل للمرة الأولى أو سبق أن عملت هنا وعادت من إجازتها , فيقوم مركز الجوازات بالمطار بإبلاغ كفيها لتسليمها خلال أربع وعشرين ساعة فإذا لم يأت أحد لتسلمها خلال هذه المدة فإنه يتم تسليمها إلى مركز إيواء الخادمات وهذه لفتة جميلة من دولتنا العزيزة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية, خصوصاً وأن معظم الخادمات يمثلن عدة دول وليست دولة واحدة فيكن سفيرات لبلادهن هنا ، وينعكس كل ما يقدم لهن على سمعة بلادنا لا سيما وأن الخادمة تبقى في هذا المركز حتى يتم إنهاء وضعها من خلال استلام الكفيل لها سواء كانت قديمة أو جديدة إذا كانت قد وصلت من بلدها ، أو إعادتها إلى كفيلها بالتراضي أو تسفيرها إذا كانت هاربة منه , وهذه كلها أمور نقدّر جهد وزارة الشؤون الاجتماعية في تقديمها .
لكن المأساة الكبرى إذا كان ما يجري داخل المراكز يختلف جذرياً عما أنشئت من أجله هذه المراكز من خلال امتهان لكرا مة الإنسان , والقيام بأعمال يندى لها الجبين ، ولقد وصلني عدة رسائل واتصالات من عدد من المواطنين ذكروا فيها أن هذا غير مقبول إطلاقاً حتى للحيوان فكيف بالإنسان ، كما ركز الجميع على مركز إيواء الخادمات في مدينة الرياض تحديداً دون غيره , حيث ذكر لي أحد الإخوة ممن أثق فيه نقلاً عن خادمته العائدة من إجازتها وهي امرأة كبيرة بالسن ولها عدة سنوات لديه مما يجعل حديثها مقبولاً بالإضافة إلى أن ما ذكره المواطن يتوافق مع معظم ما يصلني من الآخرين , إذا أن الجميع متفقون على أن ما يجري داخل المركز لا يصدقه عقل ولا منطق .
ولقد ذكر لي أن المركز يحوي في لحظة دخول خادمته على حوالي ستمائة خادمة من جميع الجنسيات ثم إنه لا يوجد في المكان كاملاً سوى جهاز تكييف واحد وتخيل ستمائة امرأة أمام مكيف واحد حيث يجلسن القرفصاء وكأنهن في شاحنة بمنظر لا يمت إلى الإنسانية بصلة خصوصاً وان الوقت شديد الحرارة ، وهؤلاء الستمائة تختلف كل واحدة عن الأخرى من حيث السن والثقافة بل ومستوى الصحة حيث تجتمع المريضة مع السليمة والعاقلة مع المجنونة حتى أن بعضهن مرضها مزمن , كما انه لا فرق بين من هربت من كفيلها وارتكبت اقسي أنواع الجرائم وبين من عادت للتو من إجازتها وهي سوية تسير في الطريق الصحيح .
والأدهى من ذلك أنها تحصل وفيات في هذا المركز بل ووصل الأمر إلى أن بعضهن لم تصل إلى درجة الوفاة لكنها خرجت أو تم ترحيلها إلى أهلها لا تعي ما تقول أو أصيبت بالجنون مما رأت بأم عينها , وسبب ذلك يعود إلى الإهمال الغير مقبول حيث أن المسؤولة عنهن لا تستجيب لأي طلب منهن ولا تسمح لهن بالكلام إطلاقا وكأنهن حيوانات بل أن بعضهن تصيح بأعلى صوتها وتطلب الاتصال بكفيلها لكي تعلم ما سبب تأخره في تسلمها, خصوصاً وان بعض الخادمات تتكلم اللغة العربية ويسهل التعامل معها لأنها هنا منذ سنوات , وبالرغم من ذلك ليس لها مجيب حتى تضطر بعض منهن إلى أساليب ملتوية تقودها عاملة نظافة داخل المركز معها جهاز جوال فيتم تأجيره على الخادمات للاتصال على الكفلاء بأسعار غير معقولة أبداً ، بل والأدهى من ذلك أنها لا تقدم لهن وجبات منتظمة ومرتبة أسوة بغيرهن خاصة وأننا نعلم أن بلدنا ولله الحمد مسؤوليه لم يألوا جهداً في تقدير الجميع حتى السجناء ولو كانت قضاياهم خطيرة فكيف بضيوف جاؤا إلينا وقد ينقلون ما جرى لهم إذا عادوا إلى بلدانهم , ولكم أن تتخيلوا أنها تمر الساعات الطوال لا يقدم لهن إلا الماء فقط وبشق الأنفس .
إنني ومن هذا المنبر أنادي معالي الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية والذي عودنا على المبادرات الرائعة والجميلة للوقوف في صف كل مسكين وضعيف ومظلوم بأن يوجه بمراجعة ما يجري داخل مركز إيواء الخادمات في مدينة الرياض للتحقق من هذا الأمر ومعاقبة المتسبب فيه لا سيما وأن هذا المركز يستضيف ضيوفاً من عدة دول فيكون حديثهم بحسناته وسيئاته رأياً دوليا يتم من خلاله مع الأسف الحكم الجائر على هذا بلادنا الغالية والقائمين عليه، ثم إنه يجب أن يتم الفصل بين من تم القبض عليها بجرم مشهود أو هاربة آبقة وممن جاءت من دولتها وقد تمتعت بإجازتها المعتادة وكلها نشاط وحيوية لتبدأ عملها من جديد ، كما أنادي على هيئة حقوق الإنسان لزيارة مثل هذا المركز بطريقة مفاجئة لتستطيع معاً الوقوف في وجه هذه السلبيات التي تخدش وجه الوطن . أسعد الله أوقاتكم | |
|