Admin Admin
عدد المساهمات : 359 تاريخ التسجيل : 11/01/2010
| موضوع: العلاج الأسري (رؤية للتعامل مع مشكلات الطفولة الأحد فبراير 14, 2010 3:14 pm | |
| الأسرة الصحية والأسرة غير الصحية
الأسرة الصحية
من خصائص الأسرة الصحية ما يلي: 1-الاتصال الواضح والمفتوح clear & open communication. 2-يتحدث أفرادها مع –وليس إلى- بعضهم البعض بشكل مستمر. 3-تنخفض فيها معدل أسلوب الاتصال talking at one another الذي يعتمد على المحاضرات وتوجيه النصح. 4-أفرادها يستمعون listen لبعضهم البعض ويحاولون الوصول إلى تفاهم واتفاق compromise مرضي. 5-القيادة leadership فيها مشتركة واضحة ومباشرة. 6-مصدر للدعم support والتشجيع encouragement وبناء الثقة trust وتعزيز أو تقدير الذات self-worth والاستقلالية autonomy لأفرادها.
الأسرة غير الصحية
1-أسلوب التواصل أو الاتصال غير واضح وغير مستمر. 2-لكل فرد في الأسرة أجندة (مخفية) خاصة به تستهدف الحصول على القوة والسلطة وإشباع الحاجات. 3-استقلالية أفراد الأسرة غير متوازنة بعض الأفراد يعتمدون بشكل مفرط على الآخرين. 4-يشعر أفرادها بالغربة عن بعضهم البعض. 5-يظهر أفراد الأسرة درجة منخفضة من التعاطف والثقة في بعضهم البعض.
مفهوم العلاج الأسري
طريقة أو منهج للتدخل مع الأسر أو مجموعة من أفرادها، ترتكز هذه الطريقة على التعامل مع الأفراد داخل الأسرة، ونوعية العلاقات الشخصية، وطرق وأساليب الاتصال فيما بين أفراد الأسرة وذلك بهدف توضيح الأدوار والواجبات وتشجيع السلوكيات الحسنة بين أفراد الأسرة، حيث يقوم المعالج الأسري بملاحظة الأفعال والسلوكيات اللفظية وغير اللفظية أو السلوكيات الصادرة عن أفراد الأسرة محاولا تشخيصها والتعامل معها. مجموعة من التقنيات والاستراتيجيات العلاجية التي يستخدمها المعالج الأسري لمساعدة الأسر في حل مشكلاتها خاصة تلك المشكلات المرتبطة بالعلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة وذلك بهدف الوصول إلى درجة من الاتزان أو التوازن والتماسك والتوافق.
الخلاصة
تقوم فكرة العلاج الأسري –استنادا لنظرية النسق- على أن مشكلات الأسرة هي نتاج لعلاقات غير سوية انتجتها سلوكيات وتصرفات تشكلت بشكل يشبه الحلقة: "بمعنى أن سلوك وتصرف كل فرد في الأسرة يؤثر على سلوك وتصرف بقية الأفراد" مثال: عندما تكون معاملة الأب لابنه المراهق تعتمد على الانتقاد المستمر فإن هذا السلوك يؤدي بالمراهق إلى الانسحاب من حياة الأسرة، هذا الانسحاب يؤدي إلى مزيد من الانتقاد والذي يؤدي بدوره إلى مزيد من الانسحاب.
أهداف العلاج الأسري
تختلف أهداف العلاج الأسري باختلاف المدارس والنظريات المستخدمة له، إلا أنه يمكن تلخيص أهم هذه الأهداف في الجوانب التالية: 1-مساعدة أفراد الأسرة للوقوف مرة أخرى والنظر إلى خبراتهم وتجاربهم من منظور مختلف عن المنظور الذي كانوا يعتمدون عليه. 2-تعزيز قدرات أفراد الأسرة واهتماماتهم لفهم ماذا يحدث داخل الأسرة. 3-حث أفراد الأسرة لسؤال أنفسهم عن تصرفاتهم وسلوكياتهم وردود أفعالهم ومحاولة إقناعهم بأنهم جزء من المشكلة كما هم جزء من حلها. 4-حث أفراد الأسرة على إحداث التغييرات التي تتطلبها عملية العلاج والذي يمكن أن يساهم في حل المشكلة وذلك من خلال التعليم والمساندة والتمرين والتدريب وغيرها من أساليب وتقنيات التدخل.
القيم الأخلاقية لممارسة العلاج الأسري
مسؤوليات المعالج الأسري: 1-احترام هوية الأسرة، وشخصيات أفرادها، وفردية كل منهم وحقوقهم واستقلاليتهم. 2-توفير معلومات للأسرة عن طبيعة العمل (العلاج الأسري) وتوضيح مخاطره وحقوقهم ومسؤولياتهم وواجباتهم المترتبة على مشاركتهم في العمل. 3-تشجيع أفراد الأسرة على المشاركة وأخذ دور فاعل في العملية العلاجية. 4-معاملة جميع أفراد الأسرة بالتساوي وعدم تفضيل أحد منهم على الآخرين لأي سبب. 5-الالتزام بمبدأ السرية في العمل وحماية الهوية الشخصية للأسرة. 6-الدفاع عن حقوق الأسرة وأفرادها وحمايتهم من الممارسات الخاطئة وغير الأخلاقية وغير القانونية من جانب زملاء المهنة. 7-احترام المعالج لقدراته وإمكانياته العلمية والمهنية والعمل في حدودها. 8-عدم استخدام سلطته لتحقيق أغراض شخصية ومكاسب مادية. 9-عدم نقل معلومات خاطئة عن طبيعة عمله وقدراته ومهاراته إلى الأسرة أو أحد أفرادها.
مبادئ أساسية في العلاج الأسري
توجيهات للمعالج الأسري: 1-تذكر أن لكل أسرة روابط وقواعد وقوانين وشبكة اتصال وعلاقات وعادات وأساطير فريدة خاصة بها. 2-تذكر أن أفراد الأسرة يتصرفون داخل الأسرة بطرق وأساليب تختلف عن تصرفاتهم خارجها. 3-تذكر أن البيئة الأسرية هي بيئة فريدة خاصة مقارنة بأي بيئة تجمع عدد من الأشخاص. 4-تذكر أن الأسر تبحث عن التوازن أو الاتزان فعندما تتشكل العلاقات والأدوار والمسؤوليات وتستمر لفترة زمنية معينة فإن الأسرة ترفض أي محاولة للتغيير، كما أن التغيير يتطلب من المعالج كسر هذا التوازن. 5-تذكر أن أفراد الأسرة يمكن أن يدفعوا بعضهم إلى الجنون، فبعض الأفراد (العميل صاحب المشكلة على وجه الخصوص) تظهر لديه بعض الأعراض التي يستهدف من خلالها خفض درجة التوتر في الأسرة. 6-تذكر أن الأعراض الأسرية (الأنماط) يمكن نقلها من جيل إلى آخر، وأن الأسر تتمسك غالبا وبدرجات متفاوتة بهذه الأعراض وترفض تغييرها بدرجات متفاوتة أيضا. 7-تذكر وأنت تعالج مشكلة أحد أفراد الأسرة أن المشكلة يمكن أن تظهر لدى فرد آخر في الأسرة. 8-تذكر أن العلاج الناجح يتطلب منك العمل على إعادة الأسرة إلى المسار السليم في طريقة اتصال أفراد الأسرة بعضهم ببعض. 9-تذكر أن المعالج الناجح هو من يستخدم تقنيات علاجية مختلفة بناء على حاجة الأسرة وكل فرد فيها. 10-تذكر أن تحقيق أفضل نتائج من العلاج الأسري يعتمد بدرجة كبيرة على مدى إدراك وفهم أفراد الأسرة لديناميات الجماعة وتواصلهم بشكل مستمر وبحرية، ودرجة تحملهم لمسؤولية تغيير السلوك. 11-تذكر أن العلاج الأسري يمكن أن يوجه نحو الأسرة ككل أو نحو فرد من أفرادها أو نحو أفراد معينين. 12-تذكر أن بإمكانك أن تستخدم جميع الطرق العلاجية للتعامل مع جوانب مختلفة في المشكلة الأسرية. 13-تذكر أن العلاج يمكن أن يشمل تعديل أو تغيير طريقة الاتصال والتفاعل بين أفراد الأسرة، كما يمكن أن يوجه نحو تغيير الأدوار والمسؤوليات، وتعديل السلوكيات، هذا بالإضافة إلى تعديل أو تغيير طبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة.
مساهمات رئيسة في العلاج الأسري (البناء الأسري-الأدوار-العلاقات-التفاعلات)
(1) غريغوري باتسون Gregory Bateson
أشار إلى قضية "الأم الفصامية schizophrenogenic mother" وهي الأم التي يمكن أن تسبب الفصام لأطفالها وذلك نتيجة لرسائلها اللفظية الغامضة، فتخلق رابطة مزدوجة مع أطفالها، ردود فعل سلبية من الأم مع اختلاف السلوك، وغياب المكافأة.
(2) دان جاكسون Don Jackson
تغيير النظام الأسري عملية معقدة تستلزم تكييف جميع أفراد الأسرة مع توازن جديد.
(3) جيمس بل James Bell
استخدم الإرشاد الجماعي مركزا على أسلوب تشجيع الاتصال المفتوح بين جميع أفراد الأسرة.
(4) روبرت ماك غروغر Robert MacGregor
استخدم مجموعة من الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين والمحللين النفسيين لتقديم علاج أسري مركز لمدة يومان وذلك للأسر التي تواجه بعض الصعوبات، وأوصى بأسلوب الفريق العلاجي الذي يمكن أن يعمل مع الأسرة ككل أو مع جزء منها، أو مع جماعات من الأسر حسب الحاجة، وأشار إلى أن هذا الأسلوب يمكن أن يحقق نتائج إيجابية وسمى أسلوبه: "التدخل بطريقة المستويات المتعددة" Multi-level approach to intervention العلاج ذو الآثار المتعددة Multi impact therapy
(5) ريتشرد سبك Richard Speck
من أوائل الذين نادوا بضرورة حضور جميع الأشخاص الذين يعيشون مع الطفل الجلسات العلاجية والمشاركة فيها.
(6) جي هالي Jay Haley
أرجع الصراع في الأسرة إلى الأدوار ومن يضعها، وأكد على أهمية استخدام نموذج التواصل اللفظي وغير اللفظي المباشر بين أفراد الأسرة في التعامل مع مشكلاتهم.
(7) فرجينيا ساتر Virginia Satir
تعتقد أن الصعوبات التي تواجهها الأسر تعود إلى عوامل مشتركة فردية وجماعية تشمل انخفاض في تقدير الذات لدى فرد أو أكثر في الأسرة، وأسلوب اتصال ضعيف وغير صحي، وأدوار صارمة.
التشخيص في العلاج الأسري
يعتمد التشخيص في العلاج الأسري على النظرة المنظمة والمنهجية للسلوك والتحليل الشمولي لثلاث مستويات مختلفة:
المستوى الأول (الواسع)
حيث ينظر المعالج إلى الأسرة ضمن أو كجزء من الثقافة الفرعية والمجتمعية التي ينتمي إليها، فالقيم والتوقعات والعادات والمبادئ المجتمعية هي التي تشكل نمط الأسرة ويمكن أن تسبب مشكلات وخلل للأسرة.
المستوى الثاني (الخاص)
ينظر المعالج إلى الأسرة كمنظمة داخلية (خاصة) لها قوانينها وقواعدها ونظمها التي تحدد سلوك أفرادها.
المستوى الثالث (الفردي)
ينظر المعالج لكل فرد داخل الأسرة على أنه فريد في خصائصه وطباعه وفكره وتوجهاته وله حياته الخاصة. وبالتالي فإن مهمة المعالج تتلخص في تحليل هذه المستويات والخروج بصورة تشخيصية للأسرة ككل دور إغفال أفراده كأشخاص.
نموذج للتشخيص الفردي Virginia Satir
توصلت فرجينيا ساتر إلى تحديد أربعة أدوار غير صحية في الأسرة
"حيوان الأسرة الأليف" "family pet"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية لحيوان الأسرة الأليف في: 1-يغتسل بالاهتمام والحب والعطف والرعاية. 2-عدم قدرة على التكيف مع المواقف المشكلة خارج نطاق الأسرة، فكلما زاد هذا الاهتمام والحب والرعاية كلما ضعفت القدرات التكيفية لدى الطفل. 3-أفراد الأسرة الآخرين يشعرون بالتهديد والحاجة إلى الاهتمام والحب والعطف والرعاية أسوة به (نقص الاهتمام والحب)، ويمكن أن يدفع بعضهم إلى التصرف والسلوك بطريقة غير لائقة.
"طفل الأسرة المدلل" "family baby"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية لطفل الأسرة المدلل في: 1-يمكن أن يستمر هذا الدور مع الشخص حتى في مراحل متقدمة كالمراهقة والنضج. 2-ينظر إلى الطفل على أنه طفل الأسرة وذلك من جميع أفراد الأسرة الآخرين. 3-بالطبع طفل الأسرة يحصل على الحماية والرعاية والاهتمام أكثر من بقية الأفراد. 4-سلوكياته السلبية يمكن تحملها والتغاظي عنها. 5-يتوقع طفل الأسرة أن يحصل على الحماية والاهتمام طوال حياته وتصبح شخصيته اعتمادية أكثر. 6-يمكن أن تؤثر هذه المعاملة على حجم الرعاية والحماية التي يحصل عليها الأطراف الأخرى في الأسرة. 7-يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة لدى الأفراد الذين يتمتعون بنفس المواصفات ولا يحصلون على نفس الاهتمام والرعاية.
"صانع السلام" "peacemaker"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية لصانع السلام في: 1-يستخدم صانع السلام أساليب مختلفة لصنع هذا السلام داخل الأسرة في المواقف الضاغطة (النكته-تحمل اللوم). 2-يمكن أن يؤدي الدور إلى الشعور بالذنب والفشل. 3-متى ما وصل إلى هذه المرحلة من الشعور بالذنب والفشل يبدأ بالتصرف كفاشل، ويمكن أن ينتج عن ذلك آثار سلبية أخرى.
"الضحية" "scapegoat"
يمكن تلخيص أبرز الجوانب التشخيصية للضحية في: 1-الضحية هي الشماعة التي تعلق عليها كل الأخطاء. 2-هي المنفّس لمشاعر القلق والتوتر لأفراد الأسرة الآخرين. 3-هي المخلص من المسؤوليات.
تقنيات علاجية في مجال العلاج الأسري
بداية لابد من الإشارة إلى أن جميع طرق العلاج الاجتماعي (العلاج الفردي والعلاج الجماعي والعلاج الأسري) تشترك في كثير من أسسها وقواعدها ومعاييرها المهنية سواء كان ذلك في أهدافها أو مبادئها أو مهاراتها أو قيمها الأخلاقية والقانونية أو تقنياتها العلاجية، وبالتالي فإن المعالج الاجتماعي يستفيد من الأسس النظرية والتطبيقية لجميع هذه الطرق في تدخلاته المهنية. تختلف الأهداف العلاجية للعلاج الأسري بناء على تنوع المدارس والنظريات والنماذج التي يعتمد عليها المعالج إلا أنه يمكن تلخيص أهم هذه الأهداف في الجوانب التالية: 1-إعادة بناء وتنظيم العلاقات بين أفراد الأسرة من خلال تغيير الحدود والسلطات والأدوار داخل الأسرة. 2-تزويد أفراد الأسرة بالتعليمات والتوجيهات التي تساعدهم على فهم التفاعلات التي تحدث فيما بينهم وتأثيرها عليهم وعلى تماسك الأسرة. 3-مساعدة أفراد الأسرة على خفض استجاباتهم العاطفية وزيادة استجاباتهم الموضوعية في علاقته بعضهم ببعض. 4-تنمية المهارات النفسية والاجتماعية لأفراد الأسرة كل حسب حاجته وبما يساهم في الحفاظ على توازن الأسرة أو إعادة توازنها. 5-تنمية مهارات الاتصال الفعال بين أفراد الأسرة. الجلسة العلاجية الأولى: لعل من المفيد الإشارة إلى سير العملية العلاجية في الجلسة الأولى حيث يقوم المعالج بالتركيز على التالي: 1-توضيح طبيعة المشكلة بما فيها أعراض العميل. 2-البدء بتشكيل أسلوب أو طريقة عن كيفية تنظيم أفراد الأسرة حول المشكلة. 3-مساعدة أفراد الأسرة على النظر إلى أنفسهم كجزء من المشكلة والعلاج. 4-التعرف على وجهة نظر الأسرة عن المشكلة. 5-رسم صورة للعلاقات الأسرية باستخدام خارطة الجينوجرام. 6-رسم شجرة العائلة على مدى ثلاثة أجيال وتحديد المعلومات ذات الصلة أو الأهمية والتي تعكس الضغوط في التاريخ الأسري.
الأساليب اللفظية المناقضة Paradoxical
أسلوب التدرج Go slow approach
يقول المعالج للأسرة بأنهم يحاولون أو يعملون بشكل سريع لإحداث التغيير، والهدف من ذلك الحصول على نتيجة عكسية فهذه الرسالة تجعل الأسرة تسرع أكثر في إحداث التغيير المنشود.
أسلوب المقاومة Using resistance
يطلب المعالج من أفراد الأسرة زيادة (الإكثار) معدلات أداء السلوكيات (الأعراض) المشكلة، وهذا الأسلوب يجعل الأسرة أكثر وعيا بأعراض المشكلة.
أسلوب تصنع عدم الفهم Pleading ignorance
يتصرف المعالج وكأنه لم يفهم ما يحدث داخل الأسرة وهذا الأسلوب يدفع أفراد الأسرة إلى تحمل مسؤولية أكبر في الجلسات العلاجية لتوضيح ما يحدث بكل حرية وصدق.
أسلوب التحليل المناقض Paradoxical decompensation
يطلب المعالج من صاحب المشكلة في الأسرة (العميل) عرض أو تمثيل السلوكيات (الأعراض) خلال الجلسات العلاجية لكن بطريقة مبالغ فيها، وهذا الأسلوب يساعده في إدارك هذه السلوكيات ثم إيقافها. | |
|