Admin Admin
عدد المساهمات : 359 تاريخ التسجيل : 11/01/2010
| موضوع: أنماط السلوك القيادي السبت أبريل 03, 2010 12:50 pm | |
| يعتبر القائد الشخص الذي يمارس أكبر قدر من التأثير على الجماعة، وتُعرَّف القيادة -حسب علماء النفس الاجتماعي- بأنها:"العملية التي تمارس من خلالها السلطة على الآخرين." و قد سادت نظرية الشخص العظيم (great person) في تفسير ظهور القائد لسنوات طويلة. و خلاصة هذه النظرية أن القادة أشخاص متميزون و غير عاديين، يصعدون بطريقة طبيعية إلى مراكز السلطة والمسئولية لأنهم يملكون خصائص أو سمات شخصية خاصة تجعلهم ملائمين للبقاء على القمة.و بناء على هذه النظرية فإن "مستقبل المجتمعات... رهين بأيدي مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يتمتعون بسلطة كبيرة، و أن هؤلاء الأشخاص يصلون إلى مواقع النفوذ و السلطة من خلال قوة شخصيتهم، ويتمكنون في مواقعهم تلك من توجيه حياة الآخرين و السيطرة عليها. و مثل هؤلاء الأشخاص يولدون عظماء و يصعدون إلى مراكز السلطة بغض النظر عن الظروف الاجتماعية أو التاريخية".. عن... (Huczynski&Buchanan, 1991). و قد استنتج ستوغديل (stogdill,1974) أن القادة يميلون إلى أن يتميزوا قليلا عن الأتباع من حيث الذكاء، و المهارة الاجتماعية، و التوجه للإنجاز، والخبرة و العمر، و طول القامة. في حين أن هناك علماء آخرين أشاروا إلى أن القادة يحصلون على درجات أعلى على مقاييس الثقة بالذات و السيطرة (costantini&craik,1980)، و تجدهم يجمعون بين الاهتمام بالنجاح و الميل إلى الانتماء و التواصل مع الآخرين (sorrentino&field,1986). و على الرغم من استمرار ظهور الإدعاءات بوجود سمات تميز القادة عن غير القادة، إلا أنه من المتفق عليه الآن أن نظرية السمات محدودة و أن السمات التي يحتاجها القائد تختلف من جماعة إلى أخرى، و من موقف لآخر، و من مشكلة لأخرى. • أنماط السلوك القيادي: (الأساليب الديمقراطية و الأوتوقراطية واللامبالية) تعتبر الدراسات التي قام بها ليفين و زملاؤه (Lewin et al,1939) من أوائل الدراسات في هذا المجال، حيث قاموا باستقصاء آثار الأنماط القيادية الثلاثة على مجموعة من طلبة المدارس في العاشرة من العمر، و كان هؤلاء الطلبة ينضمون إلى نوادي معينة بعد انتهاء اليوم الدراسي. و فيما يخص النشاط الممارس من طرف تلك النوادي يتمثل في تصميم النماذج (model making). و اتبع في الإشراف على هؤلاء الطلبة الأساليب الثلاثة للقيادة. توصلت الملاحظات لسلوكيات الطلبة في ظل الأنماط الثلاثة إلى ما يلي: 1. القائد الأوتوقراطي: لوحظ أن سلوكيات الطلبة الذين كانوا منضوين تحت قائد أوتوقراطي، أصبحت أكثر عدوانية إزاء بعضهم البعض عند وقوع أي خطأ، و كانوا يظهرون الخضوع عند تعاملهم مع القائد (تصرفات تهدف إلى لفت الأنظار). وإذا حدث أن ترك القائد الغرفة، كان هؤلاء الأولاد يتوقفون عن العمل، ويصبحون إما لا مبالين أو معطلين لعمل الآخرين. غير أن ما أنتجته هذه المجموعة من نماذج كان يضاهي من ناحيتي الجودة و الكمية ما أنتجته مجموعة القائد الديمقراطي. 2. القائد الديمقراطي: أما المجموعة التي كان خاضعة لقائد ديمقراطي، فرغم أن إنتاجها كان أقل بقليل من إنتاج المجموعة التي أدارها مشرف أوتوقراطي، إلا أن العلاقات المتبادلة بين الطلبة كانت أفضل، كما كانوا يميلون إلى بعضهم البعض بدرجة أكبر من أفراد المجموعة التي كان يديرها مشرف أوتوقراطي. و كان اتصالهم بالمشرف يدور حول مهمات العمل بشكل رئيسي، و إذا ما ترك المشرف الغرفة كان العمل يستمر لديهم دون انقطاع معتمدين على أنفسهم، و عند وقوع أي خطأ كانوا يتعاونون فيما بينهم لتصحيحه و التغلب على ما ينشأ فيه من صعوبات. 3. القائد اللامبالي: و كما حدث مع الأولاد الذين أشرف عليهم قائد أوتوقراطي، فإن الذين أشرف عليهم قائد لامبالي أكثر عدائية إزاء بعضهم البعض (بصفة أقل مما كانت عليه عند الأوتوقراطي). أما بالنسبة لمقدار العمل المنجز فكان ضئيلا للغاية، سواء كان القائد موجودا أم لا. و في حال حدوث أخطاء أو ظهور صعوبات أثناء العمل، كان يسهل إحباط هؤلاء الطلبة، و ثنيهم عن العمل. و يجدر الإشارة انه تم تغيير القادة مرة كل سبعة أسابيع، و أتباع نفس الأسلوب في القيادة لكل مجموعة، و كان الهدف منه التأكد من أن سلوك الطلبة يعود على نمط السلوك الإداري و ليس إلى السمات الشخصية الخاصة بالمشرف أو القائد. و من المفيد أن نذكر أيضا أنه تم نقل اثنين من الأولاد العدوانيين من المجموعة الأوتوقراطية إلى المجوعة الديمقراطية، فظهر أنهم تخلوا عن عدوانيتهم بسرعة و أصبحوا أكثر تعاونا، و أكثر التزاما بالواجبات. و منه نستخلص من نتائج دراسة ليفين و زملائه أن نمط القيادة هو العامل الحاسم في سلوك المقودين أو الأتباع، و ليست سمات شخصية القائد. و بهذا فإن أفضل الأساليب و أكثرها قبولا من بين الأساليب الثلاثة التي تمت دراستها، كان الأسلوب الديمقراطي. و الآن إليكم تفاصيل التجربة الخاصة بالدراسة التي قام بها ليفين و زملاؤه (سلوك المشرفين): - القادة الأوتوقراطيون: كان هؤلاء القادة يحددون للأولاد النماذج الواجب عليهم عملها و الأشخاص الذين يمكنهم العمل معهم، و كانوا يوجهون المديح أو اللوم للأولاد أحيانا على ما يقومون به من عمل دون أن يوضحوا لهم مبررات ذلك اللوم أو المديح. و رغم أنهم كانوا يتعاملون مع الأولاد بشيء من الود إلا أنهم كانوا يتعاملون معهم في الوقت ذاته بطريقة متعالية و غير شخصية. - القادة الديمقراطيون: كان هؤلاء القادة يقومون بمناقشة المشاريع الممكنة مع الأولاد و يسمحون لهم باختيار زملاء العمل، و اتخاذ قراراتهم بأنفسهم بوجه عام، و يوضحون لهم ملاحظاتهم بشأن العمل، و يشاركونهم النشاطات الجماعية. - القادة غير المبالين: كان هذا النوع من القادة يتركون الأولاد يفعلون ما يشاءون، و لا يقدمون لهم المساعدة إلا إذا طلبوها، و لم يوجهوا للأولاد ثناء أو لوما على ما يفعلون.
| |
|